Monday, March 5, 2012

مقبــــرة بتوزيريس



مقبــــرة بتوزيريس
كان بتوزيريس كاهن أكبرللاله تحوت وغيره من الكهنه وأهم شخصية في (هيرموبوليس) حوالي عام 300 قيل الميلاد وفي أوائل حكم البطالمة لمصر ، كانت (هيرموبوليس القديمة) مدينة في مصرالوسطي علي بعد حوالي 300 كيلو متر جنوب القاهرة علي مسافة قصيرة من من الضفة اليسري للنيل وتسمي حالياً ( الأشمونين ) التي تقع علي بعد 10 كيلو متر غرب مدينة ملوي بالمنيـــــا , وكانت تعرف بالقبطية بمدينة (( خمون )) ثم (( شيمون )) أي مدينة الثمانية آلهة , وكانت مركزا للمعبود تحوت إله الكتابة والحكمة والمعرفة , ولم يبقي من هذه المدينة حالياً سوي خــــرائب متناثرة بين النخيل والبرك وعلي بعد 8 أميال شرقــاً وراء بحر يوسف تبدأ الصحراء وجبانة ( تونة الجبــــــل) , وفي عام 1919 عثر العالم الفرنسي (( ليفافــر )) علي مقبرة بتوزيــــــــــريس . وكان الاعتقاد في البداية انه يمثل أحد دورالعباده المصرية لمظهره الخارجي , لكنه في الحقيقة قبر عائلي وقد شغل جميع أفراد تلك العائلة وظائف كهنوتية تتصل بالأله تحــوت وبعض الآلهة التي عبدت في هذا المكان .
كما تحتوي الجبانة المجاورة علي مقابر غريبة للأغريق وحديقة خصصت للطائــــر ابي منجل والقرده ، وعدد كبير من الحجرات والممرات تحت الأرض مملـــؤة بالبقايا المحنطه لهذه الحيوانات المقدسة , وقد كشفت حفائر جامعة القاهرة بتونة الجبل عن مدينة كاملة تقع خلف قبر بتوزيريس وهي تضم بيوتاً جنائزية تتصل بالقبور يقصدها أقارب الموتي في الاعياد وهي ترجع الي الفترة من العصر الفارسي ( الأسرة 27 ) حتي العصر البطلمي , وهي تمثل فناً خليطاً من الفن المصري والاغريقي وكذلك يجدر مشاهدة بئر ضخم رائع البناء يرجع للعصر الروماني يزود المنطقة بالمياه عن طريق انابيب فخارية تصب في حوض كبير ,, وتعتبر مقبرة بتوزيريس من أهم مقابر تونة الجبل و التي ترجع الي الفترة تقريبا من منتصف الي نهاية القرن الرابع قبل الميلاد , وهي تعتبر مقبرة عائلية أشترك فيها مع والده (سشو) وشقيقه ( جد- تحوت-اف- عنخ ).
وتشير الكتابات الموجوده بالمقبرة الي ما لا يقل عن ثمانية من رؤساء كهنة هيرموبوليس وهم :(( جد- تحوت –اف -عنخ الاول)) و(( سشو)) و (( بف- نف – نيت)) و ((جد- تحوت-اف - عنخ الثاني)) و(( بتوزيريس)) و(( تاخوس)) و((تحوت- رخ - بتو- كم )).
ويؤدي الي المقبرة طريق مرصوف بطول 65 قدما وعرض 13 قدما .
ويوجد فيما يمكن اعتباره فناء خارجي ’ مذبح له زوايا مثلثه او مايشبه شكل القرون وهو قائم الي الجانب الايسر من الطريق ويظن ان بهذا المذبح الذي يبلغ ارتفاعه ثماني أقدام مؤثرات أسيويــــــة .
وخلف هذا الفناء الخارجي توجد واجهة المقبرة التي تبدو فيها الأعمدة المستديرة ذات التيجان الزهرية والمشكلة علي هيئة سعف النخيل ويصل بينها جدران علي هيئة ستائر حليت بمناظر القرابين .
وعدد حجرات المقبرة اثنتان ، أحدهما هي الصالة التي تسبق المقصورة وهي مزينة بنقوش ورسوم تخص بتوزيريس نفسه ، ثم المقصورة التي كرسها بتوزيريس لأبيه ( سشو) وأخيه (جد-تحوت –اف – عنخ الثاني ).
والمناظر المنحوته تمثل خليطاً عجيباً من الطابع القديم الممزوج بالتأثير الاغريقي ، فالمناظر الممثله هنا هي المناظر المصرية المألوفة ، غير ان الملابس منقولة عن الطراز السائد في ذلك العصر وهو خليط عجيب أكثر منه جميل .
وفي الصالة نجد علي حائط المدخل ( الشمالي ) خلف الستائر بين الاعمده من اليسار الي اليمين صناع المعادن والنحاسين والمذهبين وعملية وزن الذهب مع رص الاشياء التي تم صنعها ، ثم صانعي العطوروالنجارين وصانعي السلال.

وعلي الحائط الشرقي توجد صفوف ثلاثة تمثل مناظر الزراعة والحرث وصناعة الكتان والغلال ودرس الغلال .

وعلي الحائط الغربي منظر للماشية والكروم وعصر النبيذ ، كمـــا يوجد علي الحائط الخلفي ( الجنوبي ) منظر كبير لبيتوزيريس وزوجته وهما يتقبلان القرابين من اولادهما وبناتهمامع مناظر التضحية ويلاحظ ان العنصر الاغريقي ظاهر بشكل واضح .

ونمر بعد ذلك الي المقصورة وهي مربعة تقريباً ويسند سقفها أربعة أعمدة مربعة تحيط ببئر الدفـــن التي يبلغ عمقها 26 قدمـــاً . وهذه البئر تؤدي الي الي عدة حجرات مدفونة في الصخر وقد ملئت بقطع من الاحجار واجزاء من التوابيت وكان من بينها ذلك الغطاء الفخم لأحد التوابيت الثلاثة لبتوزيريس . وهو المزين بصفوف طويلة من الكتابة الهيروغليفية المصنوعة من الزجاج الملون والمطعم بالخشب ، وهذا مثل من الأمثلة الرائعة للصناعة المصرية . ( والنص عبارة عن الفصل الواحد والاربعين من كتاب الموتي ) ، وهذا النموذج البديع من الصناعة المصرية المتاخـــرة موجود بالمتحف المصري .

وعلي حائط المدخل الشمالي ( علي يمين الداخل منظر للألهه نوت وهي تقدم الشراب لوالد ووالدة بتوزيريس .
ثم منظر بتوزيريس وهو يتعبد لوالــــــــده ، ومنظر قطعان الماشية وهي تساق في المستنقعات بالطريقة المتبعه القديمة .
أما الجزء الايسر للحائط فيظهر عليه (( جد- تحوت- اف - عنخ )) أمام مائدة القرابين وبتوزيريس في صحبة اخيه.

وعلي الحائط الشرقي منظر منظر للمركب الجنائزي مع التابوت , والرجال والنساء والنائحات حاملو القرابين وأحد الكهنة يطهر الموميـــــاء عند المقبرة ، وغير ذلك من المناظــــــر .

وعلي الحائط الغربي نجد (( جد – تحوت – اف – عنخ )) ومعه تسعة قرود واثني عشر ثعبانا من الكوبرا مع ثيران آمون وأوزوريس وهي تقاد الي حضرة أوزوريس .

وفي الصف الاسفل يقوم بتوزيريس بوصف جمال المقبرة لأخيه ، ثم ياتي صف من خمسة وعشرين خادمــاً حاملين القرابين وثمانية وعشرين أخرين من الرجال والنساء ، ويحمل بعض النساء اطفالهن ، وفي بعض المناظر يبدو واضحاً التأثير الاغريقي .

والحائط الجنوبي ( الخلفي ) ينقسم الي ثلاثة أاقسام . وفي القسم الايسر نشاهد الامير (بري – سشو ) يتعبد ومعه تسعة آلهة للشمس ، و ( جد – تحوت – اف – عنخ ) واولاده يتعبدون لسشو ،، وفي القسم الاوسط ( سشو ) و ( جد – تحوت – اف – عنخ ) يتعبدان لاوزيريس وايزيس ، كما مُثل بعض الالهة المختلفه الاخري ,, وفي القسم الايمن ( جد – تحوت – اف – عنخ ) يتعبد ل تسعة من الألهة بينما يظهر بتوزيريس في صحبة أخيـــه , وتحت هذا منظر لمستنقع وبه افراس النهر والتماسيح .
والمقبرة في جملتها مثل رائع للتصميم والصنـــــــاعة في عصورها المتاخـــرة عندمــا بدأ التاثير الاغريقي يخضع الاسلوب المصري لأشكاله .

المراجع : - الأثار المصرية في وادي النيل – جيمس بيكي
- آثار وقصور محافظة المنيا
البوم الصور
محمد الدسوقي
---------------------------------------
قريبا كل صور المقبرة مع الشرح 

No comments:

Post a Comment